شهد الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر تظاهرة حاشدة واعتصاما نظمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمطالبة مصر بالتحرك الجاد لفتح المعبر وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ويتزامن الاعتصام مع اليوم العالمي لفتح معبر رفح الذي أطلقته "اللجنة العربية لفتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة وعموم فلسطين"، التي شكلها المؤتمر العام للأحزاب العربية.
ويشارك في الاعتصام إلى جانب المئات من أنصار حماس عدد من نواب الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني يتقدمهم رئيس المجلس بالإنابة أحمد بحر.
وناشد أحمد بحر في كلمة أمام المعتصمين مجددا الرئيس المصري حسني مبارك التحرك العاجل وفتح معبر رفح لإنقاذ شعب غزة الجائع ومرضاه الذين يتعرضون للموت البطيء قائلا "أين النخوة وأين الرجولة وأين الإسلام وأين الجوار؟".
وانتقد رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الصمت المصري، معتبرا أنه لا حجة للقاهرة في صمتها تجاه ما يحدث للمرضى والعالقين على المعبر، في الوقت الذي تمتلك فيه مصر السيطرة عليه وتستطيع فتحه.
كما ناشد المسؤول الفلسطيني الجامعة العربية القيام بدورها، وطالب الأمة العربية والإسلامية بفك الحصار عن شعب غزة، مشيرا إلى أنه "لا أقول ذلك استجداء أو منة لكن هذا من حقنا عليكم".
من جانبه اعتبر المتحدث باسم حماس في غزة فوزي برهوم أن قرار فتح معبر رفح وإنهاء معاناة أهالي قطاع غزة هو ضمن اتفاق التهدئة.
وأوضح أن هذه المسيرة تتزامن مع اليوم العالمي لفك الحصار بمشاركة فعاليات عربية وإسلامية ودولية وهي تجري أمام معبر رفح للضغط على مصر حتى تنهي معاناة مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع.
أمن مصري
قوات أمن مصرية على الجانب المصري من الحدود في رفح (الفرنسية-أرشيف)
وإزاء هذه التطورات على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، دفعت مصر بتعزيزات أمنية قوامها زهاء 700 شرطي انتشروا في محيط المعبر وعلى طول الحدود تحسبا لأي محاولات اقتحام للحدود من جانب الفلسطينيين.
وقالت مصادر أمنية مصرية إنه تم الدفع بأعداد إضافية عند الحاجة إليها، مشيرة إلى رفع درجة الاستعداد بين رجال الشرطة الذين تمركزوا عند مداخل الحواجز الترابية المؤدية إلى الجدار الذي أقامته مصر من الحجارة والإسمنت على الحدود مع قطاع غزة.
واشتبك مئات الفلسطينيين مع الشرطة المصرية عند معبر رفح في يوليو/ تموز الماضي عندما حاول بعضهم عبور الحدود عنوة، وأرسلت مصر يومها تعزيزات أمنية تحسبا لتظاهرة فلسطينية مرتقبة.
وكان ناشطون من حماس فجروا السياج الحدودي عند الحدود بين مصر ورفح في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى تدفق مئات الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، قبل عودتهم وإقفال المعبر مجددا.
يذكر أن معبر رفح مغلق بشكل كامل منذ منتصف يونيو/ حزيران العام الماضي إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع، ولم يفتح إلا مرات نادرة لمرور بعض العاقلين أو المرضى.